حوار

حتى لاننسى أن قانون النساخة جاء على أكتاف رجال ونساء من النساخ، وحتى لاننسى أن أصل النهر قطرة ماء، وحتى لاننسى أن الرابطة الوطنية للنساخ القضائيين لم تنزل مع المطر عبثا، ولم تنبث مع الطحالب عفويا، سنكشف اللثام عن حقائق ووقائع وأحداث وشخصيات بصمت ومازالت تبصم بصمتها في التاريخ من خلال حلقات.

نستهلها بشخصية شغلت منصب رئيس للرابطة الوطنية للنساخ القضائيين خلال الولاية الفارطة، وهو الآن عضو في المكتب التنفيذي لها، متّـل النساخ والناسخات في عدة لقاءات رسمية وغير رسمية، فكان بمثابة المبعوث الرسمي للنساخ بالرباط، والمكلف بعدة مهام من طرف الرابطة، ويعتبر هو ومجموعة من رفاقه بفاس
ومراكش وغيرهما أساس الحلة الجديدة لتمثيلية النساخ، وواحدا ممن عملوا على توحيد الصفوف.

إنه الأستاذ رشيد الشطبي ذو الطباع الهادئة والشخصية القوية، والإحساس المرهف، سنخطف جزءا من وقته الثمين في حوار مقتضب نلقي من خلاله الضوء على شخصه وشخصيته كإنسان ثم كمتحدث باسم النساخ وأهم المحطات النضالية التي قادها، والتي شارك ويشارك فيها بفعالية؛

-    أستاذ بعد الترحيب بكم في موقعكم، نبذة في سطور عن شخص رشيد الإنسان ذو الأربعين ربيعا ونيف.

ذ/رشيد الشطبي: من مواليد 22/12/1970 حاصل على الاجازة في الآداب وأتابع دراستي بسلك الماستر بكلية الآداب والعلوم الانسانية بالرباط، متزوج وأب لطفلين ذكر وأنثى، وأعمل ناسخا قضائيا بقسم قضاء الأسرة بالرباط منذ سنة 1998. فاعل جمعوي منذ سنة 1991.

-    هناك مجموعة من النساخ لايعرفون عن العراقيل التي واجهت تكتل النساخ والناسخات في تمثيلية واحدة هلا حدثتنا عن بعضها بشكل مختصر.

ذ/رشيد الشطبي: في ربيع سنة 2003 التأم بمراكش مؤتمر للنساخ، وكان أول مؤتمر بعد صدور القانون 49.00 الذي اعترف بالنساخة كمهنة على غرار باقي المهن القانونية والقضائية (للتاريخ فإن تأسيس الرابطة تم في سنة 1994)، وحرصت حينها على الحضور مع بعض نساخ الرباط، وانتهى المؤتمر بانتخاب السيد ميلود نوار الذي كان رئيسا منذ 1994، وانتخبت حينها كعضو بالمكتب المسير للرابطة، إلا أنني ومع توالي الاجتماعات عبرت عن رأيي بكون أسلوب العمل داخل المكتب أو في طبيعة العلاقة مع الوزارة الوصية لا يمكن أن يؤدي إلى نتيجة مرضية، فحاولنا إقناع السيد الرئيس بتغيير نهجه حتى نكون في مستوى تطلعات النساخ الذين انتخبونا، وحين لم يستجب قررنا سنة 2005 كأغلبية ثلثين في المكتب المسير كما يقضي بذلك القانون الأساسي للرابطة عقد مؤتمر استثنائي لاعادة انتخاب الرئيس والمكتب المسير من جديد. حينها عقد السيد ميلود نوار مؤتمرا آخر بطنجة وأقال المكتب وشكل مكتبا جديدا تحت رئاسته، فأصبحنا عند ذاك برابطتين بين سنتي 2005 و2007 واحدة أترأسها وأخرى يترأسها السيد ميلود نوار. وقد بذلت جهود ساهم فيها النساخ الجدد فوج 2005 لرأب الصدع وتوحيد النساخ في رابطة واحدة، حيث عقدنا اجتماعات ماراطونية بعدة مدن لعب فيها النساخ القدامى وعلى رأسهم السيد حسن الطالبي والنساخ الجدد الملتحقون بالمهنة حديثا، وقد تكللت هذه الجهود بعقد مؤتمر تأسيسي للرابطة الوطنية للنساخ القضائيين بالمغرب سنة 2007 برئاستي، ومنذ ذلك الوقت دشنا مرحلة جديدة كل الجدة في الخط النضالي للنساخ في سبيل انتزاع الحقوق المشروعة لهذه الفئة التي عانت طويلا. وللتاريخ لم نكن قبل 2007 نحظى بلقاءات على قدر من الأهمية مع مسؤولي وزارة العدل، لكن بعد توحدنا أصبحنا نفرض وجوب التعامل معنا كإطار مهني ممثل لهذه الفئة.

-    باعتباركم ناسخا مخضرما إن صح التعبير أو من ضمن الجيل الوسط بين النساخ القدامى والنساخ الجدد ماهي نظرتكم إلى الأجيال ونصيحتكم.

ذ/رشيد الشطبي: إن أبسط أبجديات الديمقراطية هي إدارة الاختلاف، وأعتقد أنه لكي تكون العلاقة صحية بين النساخ القدامى والجدد لابد من احترام مختلف وجهات النظر سواء كانت مع أو ضد، وإذا كانت مصلحة النساخ تفترض أخذ مصالح الجميع بعين الاعتبار قدامى وجددا، فالنساخ في نهاية المطاف قدامى وجددا يعانون كثيرا في عملهم اليومي، وحين تناضل الرابطة لانتزاع حقوقهم فهي تعمل من أجل الجميع وهذا من أوجب واجباتها.

-        هل يكمن أن تعطينا مقارنة بين وضعية الممارسين لمهنة النساخة بين مرحلتين أو أكثر.

ذ/رشيد الشطبي: أعتقد أن ظروف عمل النساخ القدامى كانت صعبة للغاية، إذ يكفي أن يشتكي أحد العدول حتى يتم طرد الناسخ الى الشارع، ولنأخذ على سبيل المثال مرحلة النظائر ما بين 1983 و1993 كيف تم التخلص من النساخ بطريقة مهينة، وكيف ناضل النساخ آنذاك مع المرحوم السباعي للدفاع عن حقوقهم، وقد شكل الاعتراف بالنساخة كمهنة سنة 2001 خطوة مهمة بالنسبة للنساخ الذين كانوا يعملون حينها بأقسام التوثيق، أما حاليا فهناك مطالب تناسب الوضعية الحالية.

-    إلى أي حد تكون الرابطة قد ساهمت في تغيير شيء ما على أرض الواقع أم أن مشاريع الرابطة كلها حلم.

ذ/رشيد الشطبي: لقد لعبت الرابطة دورا مهما في الانتقال بوضعية النساخ منذ 1994 من حال إلى حال، إذ لا يجب أن نبخس المناضلين القدامى حقهم، فقد أثمرت جهودهم عن صدور القانون رقم 49.00 المنظم للمهنة، أما الرابطة في صيغتها الجديدة فقد ردت الاعتبار لهذه الفئة وعرَّفت بها بعد أن كانت نكرة، كما ساهمت في الرفع من أجرة تضمين واستخراج النسخ.

-        ماذا تقول عن الأشخاص التاليين في كلمة واحدة، أو جملة قصيرة جدا: عزيز مردي.

ذ/رشيد الشطبي: شخصية كاريزماتية على المستوى الجمعوي، ومناضل يعمل بشجاعة دون كلل وينكر ذاته.

-        علال الوزاني

ذ/رشيد الشطبي: مناضل طموح، عمل من أجل الرفع من شأن النساخ، منكر لذاته، صادق مع نفسه ومع الآخرين.

-        حسن الطالبي.

ذ/رشيد الشطبي: مناضل قديم وقدير، يلم بشكل كبير بالمعطيات التاريخية لملف النساخة وعلاقته بالوزارة الوصية، ساهم في توحيد النساخ في رابطة واحدة، ولا زال يعمل من أجل الرقي بالمهنة.

-        فاطمة خائف

ذ/رشيد الشطبي: مناضلة شجاعة، ساهمت ولا زالت في الدفاع عن مصالح النساخ والناسخات.

-        رشيد الطاوسي

ذ/رشيد الشطبي: إطار وطني أتمنى له النجاح والتوفيق في مهمته كناخب وطني.

-        مصطفى الرميد

ذ/رشيد الشطبي: شخصية شجاعة، أسندت له وزارة مهمة، وهو ينتمي لهيئة المحاماة، مما يجعله قريبا من انشغالات المهن القانونية والقضائية، أتمنى له التوفيق.

-        كيف ترون مهنة النساخة ومستقبل النساخ مستقبلا؟

ذ/رشيد الشطبي: أعتقد أننا في مفترق طرق، وعليه علينا أن نكون على أهبة الاستعداد لكل طارئ، فلا يمكن أن نبقى في وضعنا الحالي أو نعود إلى الوراء، فالوضع سيتغير وعلى الرابطة بصفتها ممثلة لكافة النساخ أن تبقى متيقظة للدفاع عن مصالح النساخ.

شكرا لكم على رحابة صدركم، ونضرب لزوار هذا الموقع موعدا مع شخصية أخرى بعد عيد الأضحى مباشرة فمرحبا بكم وبكل اقتراحاتكم وانتقاداتكم ولاتنسوا أن تترقبوا جديدنا وإلى اللقاء.

حاوره العربي أبوأيوب