الأربعاء، 27 ديسمبر 2017

مهنة النساخة محكومة بنصوص ضد التيار

كلما صدر قانون أو مرسوم أو قرار أو حتى مناشير وزارية بل وحتى الشعارات وغيرها مما ترفعه الدولة المغربية، فأقارن بينها وبين واقع مهنة النساخة فأجد أن هذه المهنة وماتنظمها من نصوص قانونية وتنظيمية تخالف في واقعها بوضوح التوجه المغربي العام، وكأن الذين يسهرون على هذا القطاع ويخططون له هم أناس من بلد آخر غير المغرب أو أناس من مغرب 1800 ينظِّرون لمغرب 1900 أما مغرب 2017 ومابعدها فإنه تجاوزنا وإياهم بكثير ومازال التراكم يزداد يوما بعد يوم فتزداد مهنة النساخة تراجعا وتضعف فاعليتها ويتضرر ممارسوها ويفنوا أعمارهم هباء.
كثيرة هي المحطات التي يمكن الحديث عنها أذكر منها على سبيل المثال باختصار:
قضية التعريفة العجفاء التي رغم تعديلها مرتين لم تصل المنطق الذي عدلت به تعريفة العدول إذ مثلا تم ضرب تعرفة تضمين الزواج من قبل الناسخ في اثنين بينما تم ضرب تعريفة العدول في خمسة.
ثم شعار الشباك الوحيد الذي رفعه المغرب من زمان في قضايا كبرى كالاستثمار في حين لايمكن أن تسخرج نسخة من توثيق أقسام قضاء الأسرة إلا بعد مرورها من بين يدي ناسخ وعدلين الله أعلم أين يجدهما الناسخ بعد البحث والجولان ثم قاضي، وكم عدل يصرح علانية بأنه لايوقع ولن يوقع النسخ مهما وقع.
والعديد العديد من قبل ذلك كشعار المغرب الرقمي، وشعار العدالة في خدمة المواطن، وإصلاح منظومة العدالة، وصدور نصوص قانونية تنظم المهن الحرة إلا مهنة النساخة فلاهي بحرة ولاهي ب"مستعمرة"...الخ
وفي نفس هذا السياق يأتي المرسوم رقم 2.17.410 الصادر في 29 من ذي الحجة 1438 (20 سبتمبر 2017)  بتحديد كيفيات الإشهاد على مطابقة نسخ الوثائق لأصولها، والذي سيبدأ العمل به من تاريخ 2 يناير 2018 منشور بالجريدة الرسمية عدد 6616 حيث جاء فيه مايلي:
المادة 5: يتم الإشهاد على مطابقة النسخ لأصولها، بعد الاطلاع على أصول الوثائق من قبل المسؤول أو الموظف أو المستخدم المكلف بذلك، والتأكد من مطابقة مضمون النسخ لهذه الأصول في الوقت نفسه.
وفي حالة ثبوت المطابقة بين أصول الوثائق ونسخها، يضع المسؤول أو الموظف أو المستخدم المعني توقيعه على النسخة أو النسخ المطلوبة، مع الإشارة فيها إلى اسمه وصفته وتاريخ الإشهاد بالمطابقة والإدارة التي ينتمي إليها ومع التنصيص فيها على العبارة التالية: "نسخة مشهود بمطابقتها للأصل".
المادة 6: يتم الإشهاد بمطابقة النسخ لأصولها، تحت مسؤولية الشخص المنتدب للقيام بذلك، ولا يتحمل أي مسؤولية فيما يخص مضمون الوثيقة التي شهد بمطابقتها لأصلها.

بعد قراءة هذين المادتين ستلاحظون أن من المنطق أن نتسائل جميعا؛
-أليست مهنة النساخة تسير عكس التيار العام الذي يسيره المغرب؟ وإلى متى ستبقى الامورهكذا؟
-إلى أي حد يكون الناسخ وفق للمادتين أعلاه والمكلف قانونا بالنسخ، أهلا للتوقيع على النسخة وحده والاستفادة من أتعابها مقابل ذلك دون الحاجة إلى العدلين الذين مهمتها الأصلية والأصيلة هي التلقي والتحرير؟ ودون تعطيل أو تأخير للمواطن؟
-أليس الناسخ بمنطق المادة 5 أعلاه "المكلف بذلك" أم هو الحرص على أن تسير مهنة النساخة فعلا عكس التيار إلى مالا نهاية؟.....
-أم أن الناسخ غير أهل لهذه المهمة لكونه إنسان ناقص الأهلية مُستأنس به بعض الوقت يلزم وجوبا أن يغادر فور دخول المرسوم المذكور حيز التطبيق حتى تنسجم الدولة المغربية مع نفسها في تشريعاتها ومؤسساتها أم ماذا؟؟؟؟؟؟......
توقيع العربي أبوأيوب

الثلاثاء، 26 ديسمبر 2017

السبت، 16 ديسمبر 2017

الخميس، 7 ديسمبر 2017

النساخ يحتجون

غربت شمس هذا اليوم الخميس 07 دجنبر 2017 على نهاية احتجاج آخر للنساخ وكلهم
مقتنعون أنه لن يكون نهاية معاناتهم وتهميشهم، وبالتالي فهم مصرون على مواصلة صمودهم، مادام وزير العدل محمد أوجار (الحقوقي سابقا) مصر على عدم استقبالهم كأضعف الإيمان. فقدْ فَقَدَ النساخ والناسخات ثقتهم في مسؤولي وزارة العدل وتصريحاتهم ووعودهم الكاذبة، وتبث لديهم ثبوتا قطعيا أنه لم يبق أمامهم إلا الاحتجاج فالاحتجاج ثم الاحتجاج مادام القلب ينبض، مع تدارس إمكانيات تغيير الوجهة في الأيام المقبلة.
انطلق احتجاج هاذين اليومين كما أعلن عنه في البيان النقابي رقم 6 الذي أصدرته النقابة الوطنية للنساخ المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل بإضراب مدته يومان مع تنظيم وقفة احتجاجية كانت الأولى من نوعها أمام وزارة العدل، صاح خلالها النساخ بأعلى صوتهم على بعد أمتار من مكتب وزير العدل الذي يرفض استقبالهم على غرار باقي المهن رغم توصله بأكثر من إرسالية في الموضوع.
وقفة حضرها من تجاوز سنهم الثمانون سنة من آبائنا وأجدادنا منهم من لم يعد قادرا على المشي ولكنه مجبر من أجل كسب مايسد به رمقه والبقاء على قيد الحياة أن يضمن الرسوم العدلين ويبحث في أرشيف محفوظ في ظروف لاتليق.
كما حضرها شباب وشابات وفي أعينهم حزن وأسى على مستقبلهم الغامض من جهة وماضي كهولهم المؤلم من جهة أخرى.
وقفة بمختلف الأعمار من الجنسين جاؤوا لرفع شعارات مصوت واحد وتسجل مداخلات أو الانصات لها تلخص كلها معانات النساخ والناسخات وتطالب بإصلاح مهنتهم أو إنهائها مع إشراك تمثيليتهم في ذلك لأن إشراك ذوي التجربة من شأنه أن يعطي تغييرا فعالا في خدمة المرتفق من جهة ويصون حقوق العاملين من جهة أخرى.
أولائك هم النساخ بالمحاكم المغربية الذين لاتُخَصَّصُ لهم مكاتب على غرار العاملين بالمحكمة، ولايتمتعون بأبسط الحقوق الانسانية والاجتماعية والصحية، ناهيك عن الأجر الزهيد بعد التعب المرهق ويكفي أن نذكر مثلا أن تعرفة تلقي عقد الزواج لدى العدل انتقلت من 100درهم إلى 500 درهم في حين لم تنتقل أجرة تضمينه لدى الناسخ إلا بعد مدة وفقط من 15 درهم إلى 30 درهما ثم بعد مدة طويلة إلى 50 درهما، وكأن الناسخ لايحق له أن يعيش العيش الكريم، فهل الناسخ لا حقوق له أم لااعتبار له أم ماذا...؟؟؟
توقيع العربي أبوأيوب