عرفت بعض المنازل القديمة للمدن المغربية العتيقة في السنوات الأخيرة حالة من حالات التهاوي والسقوط تقشعر لها الأبدان .. فهاهي فاس في 25 أبريل 2010 - علاوة على مسجد مكناس 19 فبراير 2010 - وهاهي مراكش في 10 مارس 2012 وهاهي الدار البيضاء حاليا في 05 ماي 2012 و 09 يونيو 2012 تناقلت أخبارها مختلف الجرائد والمجلات ، وغطت الخبر مختلف وسائل الإعلام السمعي البصري.. وأعطت إحصائيات مهولة عن عدد الدور الآيلة للسقوط قدروها ب 114 ألف منزل بمختلف مناطق المغرب شملت الدار البيضاء لوحدها 4000 منزل مما يطرح عدة تساؤلات بخصوص جودة البناء وتفشي البناء العشوائي وإحترام المعايير
المطلوبة في كل بناء .
المطلوبة في كل بناء .
دق ناقوس الخطر فأعطى جلالة الملك محمدنا السادس نصره الله تعليماته السامية اللازمة والخاصة في الموضوع تستدعي النظر في الإجراءات والتدابير الإستعجالية التي يتعين إتخاذها لمعالجة وضعية المنازل المهددة بالسقوط وإعطاء ساكنيها الأولوية إنقاذا لأرواحهم ، بحيث تكونت لجنة وزارية وعقدت إجتماعا قررت فيه إطلاق عملية إحصاء دقيق وشامل لمجموع المنازل الآيلة للسقوط إضافة إلى إطلاق برنامج إستعجالي لإعادة إسكان قاطني المنازل المنكوبة والموجودة في حالة حرجة مع رصد الإعتمادات المالية اللازمة لذلك .
ومن جهته أعرب السيد وزير السكنى والتعمير وسياسة المدينة عن إهتمامه وجهده وتتبعه للأمر عن كثب ، بحيث أبدى إستعداده للإستقالة في حالة ما إذا تكرر الأمر ، مؤكدا على أن السياسة الجديدة للمدينة تهدف إلى جعل المدن مدمجة وأكثر جاذبية إلى جانب تطوير التضامن الإجتماعي والعمراني بما من شأنه أن يحل إشكالية الأمان (مأخوذ عن يومية ليكونوميست 12 يونيو 2012 ) .
قرأت هذه الأخبار وأحسست بالحسرة والأسى على ضحايا هذه النكبات المتتالية وقرأت الفاتحة ترحما على أرواحهم البريئة ، وأحسست بالفخر لأن لنا مسؤولون يولون إهتمامهم بضعفاء الأمة ويكرسون وقتهم في سبيل إيجاد الحلول الناجعة حيال الأمر . ولا أكذبكم قولا حينما أقول أنني أحسست بالغيرة الشديدة على بعض مكاتب السادة النساخ في بعض المناطق العتيقة التي أصبحت عرضة للسقوط بجدرانها المتصدعة وسقوفها المتهاوية ودعاماتها المترنحة وأركارنها الرطبة بخضرة معششة في جنباتها وبلاطها المحفور وطلائها المقشر ...لما لا يكون لنا ذوي الإهتمام الكبير بهذا الشأن ؟ ولما لا نلفت إنتباه المسؤولين لقضيتنا عساه أن يكون الفرج على أيديهم الكريمة .
لا زلت أتذكر وقت الإعلان عن تطبيق مدونة الأسرة حيث أُعطيت الإنطلاقة لبناء محاكم مستقلة مخصصة لقضاء الأسرة وتضم شعبة التوثيق – والتي تعد مكاتب النساخ أحد أهم مكوناتها الأساسية - إلا أن الأمر لم يشمل كل المدن المغربية .. وحتى تلك التي شملها الأمر همشت مكاتب النساخ وجعلتهم في آخر لائحة المكاتب المقتسمة والموزعة على موظفي قضاء الأسرة – مما يحجم من قدر النساخ ويقزم من مساهماتهم في حسن سير العمل بمجال التوثيق - فلا تسغرب حين تجد مكتب السادة النساخ يوجد في الحديقة أو في سطح البناية .. أو بجانب المراحيض .. أو داخل المستودع أو كراج البناية المخصصة لقضاء الأسرة .. وفي مراكز القاضي المقيم ،حدث ولا حرج ،لا يسعني الحديث عنها لأني صراحة لم أتشرف بالوصول إليها لصعوبة ووعورة الطرق والقناطر والجسور المؤدية إليها..لكن ما يحكيه لنا الزملاء السادة النساخ العاملين بها يحبس الأنفاس ويجمد الدم في العروق..
فيا ريث لو كانت تلك الإجراءات والتدابير المذكورة أعلاه تشمل أوضاع السادة النساخ وتصلح من شأنهم وتجبر كسرهم وترفق بحالهم وتحصى المقار الآيلة للسقوط مع إطلاق برنامج إستعجالي لرأب الصدع وإصلاح الشرخ الذي غزى وإستفحل في بناياتنا القديمة التي تسمى – ولكل منطقة تسمياتها – بدار العدول أو دار النيابة أو دار الشرع ..
الناسخ رضوان الركراك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق