الاثنين، 8 أكتوبر 2012

العقلية الكلاسيكية


لقد جرت العادة على أن يطلق لفظ كلاسيكي على الشيء التقليدي أو القديم ، بل ونطلق هذا اللفظ على الشخص الذي يتمسك بالنظم  التقليدية السابقة دون إضافة أوتغيير ، وهي كلمة مشتقة من اليونانية وتعني الطراز الأول أو المثل النموذجي ، وأصبحنا نجد في كل الميادين الكلام عن العقلية الكلاسيكية والتقليدية ، في القانون والسياسة والإقتصاد والأدب والفن والفلسفة والعلوم بشتى أصنافها . فالكلاسيكية هي الإتباعية .. وتنحصر في تقليد ما أنجزه القدماء بدون إضافة ولا تغيير ودون محاولة للإبتكار والإبتداع ، وكان أول إستعمال لهذه الكلمة على يد الكاتب اللاتيني أولوس جيلوس في القرن الثاني الميلادي ثم تطورت على يد آخرين كالإيطالي بوكاتشيو والفرنسي نيكولا بوالو والأديب لافونتين الذين قننوا قواعد الكلاسيكية وأبرزوها للوجود ، وعرفت قرونا من الركود قبل ان تعود مجددا
في الادب والنقذ والفلسفة في القرن 16 و 17 الميلادي حيث عاصرت الثورة الفرنسية 1793 وتبنت التعبير عن الثورة الأشهر في التاريخ : العدل – الحرية – المساواة ، وبدأت تتسلط الأضواء عليها منذ عصر لويس 15 وكانت خصائص هذا المذهب هو سيادة العقل حتى يصبح هو المعبود (حيث كان يرى ديكارت في العقل ملكة فطرية موزعة بين الناس بالتساوي ولا يختلفون إلا في طريقة إستعماله في حين كان يرى جون لوك أن العقل يحصل نتيجة التجربة ونتيجة أفكار ومعارف خارجية أي العقل عنده ليس فطريا بل مكتسبا ، أما كانط فقد جمع بينهما وقال بأن العقلية هي نتاج تظافر وتكامل بين العقل والتجربة) .
ثم تطورت الكلاسيكية فيما بعد إلى ما أطلق عليه النقاذ النيوكلاسيكية أو الكلاسيكية الحديثة والتي حاولت أن تنظر للأمر نظرة تجمع بين الموضوعية الجامدة للكلاسيكية القديمة والذاثية المتطرفة الجديدة ، وتعد فرنسا مهد هذا المذهب فهي التي قننت العقلية الكلاسيكية وهي التي وضعت له أسسه وقواعده النابعة من الأصول اليونانية والرومانية (التي كانت تولي إهتمامها للطبقات العليا من المجتمع) ومنها إنتشر إلى باقي أوربا .

كانت هذه نظرة مختصرة عن العقلية الكلاسيكية وبتصرف دون الخوض في غمار المادية والوعي وما إلى ذلك  .. التي وإن كان قد إنتهى العمل بها في الدول المتقدمة فهي لا زالت معششة في عقول فلول العقلية الكلاسيكية من بني جلدتنا ومن بني مهنتنا ، فهم يجدون في هذه العقلية الكلاسيكية مرتعا خصبا يرعى أهواءهم الشخصية ويطلقون فيه العنان لطموحاتهم الطماعة ، فتلمس من عقليتهم الجامدة المحدودة والمقتصرة على الماضي السحيق كل التعنت وكل الإعوجاج ، تراهم يعيشون مقوقعين داخل قوقعة العناد والتزمت ، سجناء الأيام الخوالي ويحنّون لأيام لن تعود قط ، طائفة من الحاقدين المشوشين على ملفنا المطلبي ، طائفة متعصبة لرأيها تحاول عبثا إرجاعنا لنقطة الصفر ، وتحاول دون جدوى الإسثئثار بالساحة لصالحها ، وتوظف وتسخر في في ذلك عصارة عقليتها الكلاسيكية ، عقلية عرّت الحجاب عن عيوبها وعن حقائق لا تعد ولا تحصى .
هذا عصر التغيير وعصر التجديد وعصر الإصلاح في كل المجالات ، خصوصا الإصلاح الوطني والشامل لمنظومة العدالة ، والتي تشكل مهنتنا قطبا مهمّا فيها وحلقة مهمة في مسلسل الحوار، مما يجب معه صب كل الإهتمام على قاطرة اصلاح المهنة ووضعها في سكتها ومسارها الصحيح (بالإدماج أو الإصلاح وولوج المهن القضائية الأخرى) بعد الضرب على يد كل المفتنين عـبدة المصالح الشخصية الخاصة والضيقة ، ممن يحاولون صنع القرار والتحكم في مصير الناس ، الذين يكرسون كل وقتهم لإفشال مسلسل التجديد وإفشال الإرادة الملكية السامية لجلالة الملك محمدنا السادس نصره الله .
الناسخ رضوان الركراك     

هناك تعليقان (2):

عبداللطيف المسعودي يقول...

أنا كعامه الناس اللي ماقارينش فالبلاد عندما أسمع كلمه كلاسيكي يتبادر إلى ذهني الأفلام الكلاسيكيه بطوله محمود المليجي الذي يمثل تلك الشخصيه الشريره التي تسعى إلى تدمير الاخرين ونفث الدسائس في المجتمع
لكن مع الوقت والايام اتضح لي أن تلك الشخصيه التي جسدها محمود المليجي في افلامه شخصيه واقعيه فمثلا محمود المليجي عندنا الكثير منه خصوصا نجد مثلا محمود المليجي يضع قانون النساخه49 ليكبل النساخ بالثلثين ثم يعمل على ارسال مرسوم بموجبه توضع الدمغه في النسخ ثم بموجب الشر واستنزاف دم الانسان يعمل على اقصاء الملف المطلبي للنساخ طيله سنين طويله
كما أن عندنا نحن النساخ في صفوفنا محمودات المليجيات كثيرون اجتمعوا يوما ما ليحاربوا المكتب التنفيدي وقاموا في العديد من المناسبات بكيد الدسائس للمكتب في الظلام والتعرض للاضرابات ونسف نضال النساخ
عندما قيل للنساخ في مطلع الثمانينيات قانون الديناصورات -إلى أن ينقرضوا- كان ذلك بناء على العقليه الكلاسيكيه التي لازلنا نشمها في اداراتنا وبين نساخنا الذين عايشوا فتره محمود المليجي ..لكن على عاده الله في خلقه فإن هذه العقليه التي جرت المغرب إلى الوراء لسنين بدأت تندثر أو كما قيل تنقرض
تحيه الى السلاله الجديده من النساخ(جيل شاروخان)

من المومنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر

سعيد خريبكة يقول...

اراد الله الخير للنساخ جميعا الا من ابى .
واقصد الذين يحاربون الادماج ويتربصون الدوائر بخلانهم ليوقعوا عريضة الامتناع عن الادماج وكان هذا الاخير *سبع*يحاول افتراسهم منهم الكبير والصغير لكن حقيقة الامتناع هذا فيه مارب اخرى هم يعرفونها ..........
والذي يؤرقني ويؤلمني هو النساخ المبديدين بين الادماج وبين الابقاء -وهم مجازين -وهذا اسميه النفاق ولا احدد الاسماء هم يعرفون انفسهم يسيرهم اخرون كلاسيكيون لاتهمهم الكرامة وانما همهم المال وان كان من الحرام .
فكروا اخواني مليا في انفسكم هل لكم التغطية الصحية التقاعد المصلح الاجتماعية وهلم جرا
انظر اخي اذا قدر الله لك جرحت في ابهامك الايمن او ... او....الخ سترحل رغما على نفسك ما ذا ستفعل يوم لاينفع الندم .
لكم النساخة ولنا الادماج
والسلام عليكم *ان يعلم الله في قلوبكم خيرا يوتيكم خيرا*-*ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم -*