الثلاثاء، 5 يونيو 2012

الجالية المغربية والنساخة

لكل منطقة في المغرب ما يميزها عن غيرها ويحدد رواجها الإقتصادي المنعكس بدوره على النساخة التي أصبحت مرتبطة بالموسمية الإنتاجية لكل جهة فهناك من المناطق من هي مرتبطة بالموسم الفلاحي ومن المناطق من هي مرتبطة بالصيد البحري وأخرى مرتبطة بالموسم السياحي وأخرى بالصناعي وأخرى بالتجاري...وعموما تعرف مهنة النساخة إنتعاشا وضغطا ملحوظا في فترة الصيف بعودة الجالية المغربية التي تستغل فرصة رجوعها لبلدها الأم فتقضي ما يخصها من مآرب توثيقية وعدلية تمر بها في نهاية المطاف إلى الناسخ الذي يقع عليه العبئ الأكبر والضغط الكثير خصوصا وأنه المسكين ليس له الحق في العطلة السنوية (وحتى وإن طلبها فمن أين له بتحمل أتعابها؟) فيجد نفسه محاصرا بقساوة حر الصيف وتكدس الكنانيش والضغط الفجائي
للرسوم .ويجد المهاجر نفسه في تناقض ما بين المصالح التي يقضيها خارج بلاده في وقت وجيز وبين الإجراءات الكثيرة والمعقدة في بلده الحبيب (خصوصا وأنه لا يحلو له تحضير الوثائق إلا عندما يتبقى له يوم أو يومين على رحيله) فلا يبخل على الناسخ بكثرة التذمر وكثرة المن والمفاخرة وعد مزايا وسرعة القوانين الإدارية بالدول الأجنبية وكأن الناسخ هو من يسطر ويشرع القوانين فتجده يهدد بالإتصال بمؤسسة محمد الخامس للتضامن أو مجلس الجالية المغربية بالخارج لتنصفه وتسرع له في إنجاز الوثيقة . وعموما مع ذلك يبقى له بعض الفضل على بعض مكاتب النساخ التي تعرف ركودا وكسادا طويلا..
حاليا تغير الوضع هذا الموسم.. فبالإضافة لتأثير الأزمة الإقتصادية سلبا على جاليتنا بالخارج وبالتالي على الحركة الدؤوب التي تشهدها النساخة في موسم الصيف ساهمت الكوارث الطبيعية بدورها في تفاقم الوضع حيث أدى زلزال شمال إيطاليا الأخير إلى تشريد العديد من الأسر المغربية المهاجرة التي أصبحت تهدد بالرجوع الجماعي النهائي للمغرب إن لم تتدخل السفارة المغربية هناك لحل المشكل (وبالفعل تم ترحيل جزء كبير منهم للمغرب) . وكذلك حريق الدوحة الذي أصيب فيه الإطفائيون المغاربة واصبحوا عرضة للرجوع  لبلدهم خاوي الوفاض . كما منعت العديد من الأنظمة الأجنبية مؤخرا على الطلاب المتخرجين هناك من الولوج للعمل بالبلد المضيف (مثل فرنسا) . ناهيك عن ترحيل السجناء المنحدرين من أصول مغربية لأداء عقوبتهم بالسجون المغربية (مثل بلجيكا) . والتراجع الملحوظ للتحويلات المالية التي كان يقوم بها عمالنا بالخارج تجاه بلدهم المغرب. وإستفحال البطالة الشديدة (كإسبانيا) ...والأمثلة عديدة.
فإذا كان الكثير من المهاجرين عرضة للتسريح من أرباب عملهم بالخارج.. ومع صعوبة ولوج أبنائهم لسوق الشغل.. ومع غلاء معيشتهم وضعف مداخيلهم.. والتمييز العنصري الذي يتعرض له المغاربة هناك... بات من الطبيعي حين عودتهم أن يكون لجوؤهم للناسخ لقضاء مآرب ما آخر ما يفكرون فيه (إلا للضرورة القصوى) . مما يستدعي منا هنا وقفة تأمل طويلة للنظر في وضعية الناسخ ومداخيله إلى ماذا ستؤول ؟ ولملمة الأوراق المتناثرة بغية الوصول به للأحسن والأفضل .

الناسخ رضوان الركراك

هناك 3 تعليقات:

ناسخ قضائي 2004 يقول...

هذا غيض من فيض بل إنه الجزأ المترف لأن هناك امور داخلية تمارس ضد القانون نفسه يتضرر منها الناسخ والامثلة على ذلك كثيرة فمثلا هناك عدد كبير من المحاكم تعتمر فقد على فوطوكوبي الأصول لإصدار أحكامها وهناك عقود عدلية تنجز استنادا على الفوطوكوبي وأحيانا مصادق على مطابقتها للأصل علما أن الاحكام القضائية لايمكن المصادقة عليهالأنه يمكن أخذ نسخ عنها فضلا عن أن كثير من الحالات صودق فيها على مطابقة الفوطوكوبي للأصل دون أن ينظر هذا المصادق إلى الأصل أصلا لأن طالب المصادقة يعوزه ذلك الأصل...

ن ك يقول...

الادماج من اجله نموت

NASIKH KDIM يقول...

AL IDMAJ YA NASS RAH MAZYAN LIKOM TAJRIBAT 36 SANA ANA NASSIKH KDIM DAWAZT HYATI CHOFO NTOMA LIBAKIN YALAH GALTO BISMI LAH WASLNA DRARI OKHADMO LHAMDO LILAH RA NSSAKHA TATSAL LGALB MAFIHA MAYDAR NASSIHA LIKOM HNA DARNA LAH IJAAL LBARAKA TANATSANAW LMOT NTOMA KARINE KHASKOM TKONO OTOR HADI MIHNAT LIMAKARICH