الثلاثاء، 8 يناير 2013

ليس الإنسان إبن بيئته وإنما الإنسان من يصنع بيئته


مرت سنة وأقبلت سنة ، وها نحن أولاء نطوي سنة أخرى تختزل بين طياتها كثيرا من الأحداث المتواترة ، بعضها انصرف وبعضها أثار جدلا يطارده حتى السنة الجديدة . هناك أحداث لها رمزيتها ، تبقى راسخة لأنها تشكل البداية مع نهاية السنة ، وتؤسس لولادة جديدة يكون لها ما بعدها بغض النظر عن تواريخها.

إن السنة التي نودعها تؤسس لكثير من التحولات ، سنعيشها خلال السنة الجديدة ، وبذلك فإنها تربط الماضي بالحاضر ، وتجعل الانتقال نحو سنة 2013 يتم بمنطق الاستمرارية ، لأن التغيير في زمن الانتقالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لا يتوقف بنهاية السنة .

نلاحظ أن عدة هيئات مهنية تخصص جوائز سنوية لتشريف رجل السنة أو تُكرّم بها قدمائها ممن حملوا شعلة الكفاح لآخر رمق ، أو نلاحظ أخرى تُحصي المكتسبات التي حققتها طول السنة الفارطة وتتحسر على ما فرطّت فيه وما خسرته من مكاسب أخرى . قد يقول قائل وما جدوى هذه المقدمة الطلالية في الموقع الرسمي للرابطة الوطنية للنساخ القضائيين بالمغرب ، هذه الرابطة التي لا تقدم ولا تؤخر ولا تسمن ولا تغني من جوع ، أقول لهم دعونا نستشف الجواب من القصة الطريفة التالية وبعدها أشفي فضولهم بعدة أجوبة لعلها تروي ضمأهم وتشفي غليلهم :

جلس مؤلف كبير يوما أمام مكتبه وأمسك بقلمه وكتب : "نهاية عام وبداية عام"...في السنة الماضية أجريت عملية إستئصال المرارة  ولازمت الفراش مدة طويلة ..وبلغت الستين من العمر فتركت وظيفتي المهمة في دار النشر التي ظللت أعمل بها ثلاثين عاماً.. وتوفي والدي.. ورسب ابني في امتحان كلية الطب لتعطله عن الدراسة عدة شهور بسبب إصابته في حادث سيارة..
وفي نهاية الصفحة كتب : يا لها من سنة سيئة..!!...
ودخلت زوجته غرفة مكتبه، ولاحظت شروده.. فاقتربت منه، ومن فوق كتفه قرأت ما كتب.. فتركت الغرفة بهدوء، من دون أن تقول شيئاً ... لكنها وبعد دقائق عادت وقد أمسكت بيدها ورقة أخرى، وضعتها بهدوء بجوار الورقة التي سبق أن كتبها زوجها.
فتناول الزوج ورقة زوجته وقرأ منها: " في السنة الماضية ، شفيت من الآم المرارة التي عذبتك سنوات طويلة وبلغت الستين وأنت في تمام الصحة.. وستتفرغ للكتابة والتأليف بعد أن تم التعاقد معك على نشر أكثر من كتاب مهم ... وعاش والدك حتى بلغ الخامسة والثمانين بغير أن يسبب لأحد أي متاعب وتوفي في هدوء بغير أن يتألم .. ونجا ابنك من الموت في حادث السيارة وشفي بغير أيه عاهات أو مضاعفات..
وختمت الزوجة عبارتها قائلة: " يا لها من سنة تغلب فيها حظنا الحسن على حظنا السيء". الحمد لله على كل شيء.
دائما" ننظر إلى ما ينقصنا .. لذلك لا نحمد الله على ما معنا
دائما" ننظر إلى ما سُلِبَ منا ... لذلك لا نحمد الله على ما أعطانا
ودخلت عليه زوجته غرفة المكتب وهو شارد واضع يده على خده منكب على إسترجاع ذكريات السنة الفارطة ووقفت وراء كتفه وقرأت ما كتب وخرجت من الغرفة دون أن يشعر بها وعادت بعد قليل وفي يدها ورقة وضعتها أمامه فإذا بها مكتوب عليها ما يلي : لا داعي للحزن أبدا ، فقد أُحلت على التقاعد وستتفرغ للكتابة بعد أن تعاقدت مع عدة دور نشر حول كتبك المقبلة ، وبلغت الستين وأنت ما زلت في تمام الصحة والعافية ، أما بخصوص إستئصال الغذة الصفراوية فقد شفاك الله منها تماما بعد أن بقيت تعذبك سنين طويلة ، أما والدك فقد عاش لأكثر من 85 سنة ومات في هدوء دون أن يسبب متاعب لأحد ودون أن يتألم ويؤلم من حوله ، وإبننا نجاه الله من موت محقق في حادثة سير وعافاه الله منها دون أي عاهة أو مضاعفات تذكر . وختمت الزوجة كتابتها بعبارة قائلة : يا لها من سنة تغلب فيها حظنا الحسن على حظنا السيء..الحمد لله على كل شيء دائما ننظر إلى ما ينقصنا ولا نحمد الله على ما أعطانا .

وهذا هو حالنا إخواني ننظر دائما إلى النصف الفارغ من الكأس ونتناسى المكاسب المهمة التي حققتها الرابطة في وقت قياسي ، أليس الرابطة هي من أوصلتنا إلى ما فيه نحن الآن من عزة وسط أقراننا من المهن الحرة الأخرى المستضعفة ، أوليست هي من بوّأنا المكانة الحالية في مسلسل الحوار الوطني حول الإصلاح العميق والشامل لمنظومة العدالة. تذكروا معي الطفرات والمحطات التالية في سنة 2012 وكفى بها جوابا :

-          تنظيم وقفات إحتجاجية أمام مقر وزارة العدل والحريات كان أهمها وقفة 14 مارس 2012 ووقفة 05 أبريل 2012 ووقفة 10 شتنبر 2012

-          تنظيم عدة إضرابات وطنية كان أهمها إضراب الثلاث أيام 4 و 5 و6 أبريل 2012 و 18 و 19و 20 أبريل 2012  و 14 و15 و16 ماي 2012

-          الاشراف على إنشاء عدة مكاتب جهوية كمكتب جهة فاس تاونات في مطلع السنة الفارطة ، ومكتب خريبكة في يناير 2012 ، ومكتب شفشاون تطوان ومكتب مراكش كذلك في يناير 2012 ، ومكتب إستئنافية طنجة في 31 مارس 2012 ومكتب وجدة في مارس 2012 ومكتب القنيطرة في 9/6/2012 ومكتب أكادير في يونيو 2012

-          القيام باستطلاع رأي موسع حول مسألة الادماج أو ولوج مهن قضائية أخرى أو الاكتفاء بإصلاح النساخة فقط وذلك عبر توزيع إستيمارات على كل النساخ لملئ الفراغ منها

-          مقابلة مع وزير العدل والحريات بناء على إستدعاء شخصي من الأخير لتمثيلية السادة النساخ يوم الاربعاء 18/01/2012

-          إرسال تهنئة المكتب للحكومة الجديدة بقيادة بنكيران وأخرى موازية للوزير الرميد

-          لقاء تواصلي حضره الرئيس عزيز المردي مع نساخ برشيد يوم السبت 22/02/2012 لتدارس مختلف الرؤى والأراء

-          عقد الاجتماع الخامس للمجلس الوطني للرابطة بتاونات في يوم السبت 4 فبراير 2012

-          عقد المجلس الوطني للرابطة بحضور المندوبين الجهويين يوم 17/03/2012

-          مراقبة عن بعد لعدة إضرابات جهوية كإضرابات طنجة وشفشاون وفاس تاونات وإضرابات الناظور

-          تنظيم المجلس الوطني الاستثنائي بالرشيدية 19 ماي 2012

-          تم قبول الرابطة في هيئة الحوار الوطني يوم 15 ماي 2012

-          إلقاء عرض تركيبي حول مهنة النساخة أمام الهيئة العليا للحوار الوطني يومي 11 و 14 يونيو 2012 ويوم 28 يونيو 2012

-          عقد إجتماع المكتب التنفيذي بفاس يوم 30 يونيو 2012

-          حضور جميع ندوات الحوار الوطني بدون إستثناء ، ناهيك عن عدة لقاءات مع عدة فرق برلمانية ولجان حكومية

-          تنظيم جولة ميدانية من شمال المغرب لجنوبه ومن شرقه لغربه من أجل التعبئة الشاملة حول الملف المطلب للسادة النساخ

-          إصدار عدة بيانات وبلاغات وإعلانات مصيرية في المهنة

-          الاستضافة في  برنامج إذاعي يحكي عن المهنة على أمواج راديو فاس كان أهمه في 11 أبريل 2012

-          ومن جهته واكب الموقع الرسمي للرابطة مختلف التحركات الدؤوبة للرابطة ، وكذا النشر بعدة مواقع إلكترونية موازية

وكل عام وأنتم بألف بخير.

الناسخ رضوان الركراك

ليست هناك تعليقات: