الأحد، 2 سبتمبر 2012

فوضى



هناك مثل فرنسي قديم يقول : ( Quand chacun appliqués ses régles le monde se dérègle ) بمعنى ( عندما يطبق كل شخص قواعده الخاصة ، تنهار كل القواعد ) لا يمكننا إختراع قوانيننا الخاصة وفق أهوائنا الشخصية ، ولا يمكننا إجبار الآخرين على إحترام تلك القوانين ، إحترام القوانين الموجودة سلفا والمعمول بها بإجماع الجميع هي الحل وليس إبتداع قوانين شخصية جديدة ، والإلتزام بالقانون مسالة إحترام ومسؤولية مقابل أنانية وتعنت البعض ، فعندما يذهب كل واحد منا لإختلاق نظامه الخاص به تحقيقا لمصلحته ، فإنه يضرب مصلحة الآخرين وبالتالي يضرب مبدأ المصلحة العامة فوق المصلحة الخاصة .

النظام الذي يحكم مهنتنا نظام واحد وقانون واحد ، يسري على جميع الفئات العمرية ، النساء والرجال ، ويسري على جميع المستويات الدراسية ، إلا ان الملاحظ أن بعض المصلحيين المتشبعين بالفكر الفردي ، والمنساقين وراء ثقافتهم الشعبوية القائمة على مبدأ " نفسي نفسي ، ومن بعدي الطوفان " ، متحيزين دوما للعشوائية ومكرسين للفوضى العارمة بكل صورها ووجوهها ، ضاربين بعرض الحائط كل القواعد والنظم ، بل وحتى كل المبادئ والقيم ، في سبيل عرض الدنيا الفانية ، همهم الوحيد حفر الحفر لبني جلدتهم والكيل بمكيالين ، وإغراق السفن عندما يرونها تمخر عباب البحر في تحدي وصمود ، وخلق البلبلة عندما يرون تحقيق المطالب المشروعة باتت قاب قوسين أو أدنى .

هذه حال ثلة ممن يمتهنون مهنتنا ويحملون صفة مهنية مثل صفتنا ويتشاركون قصعتنا ، ويمشون بيننا ويمثلون أمامنا ، ومع ذلك لم تكفهم حصة الأسد بل يحاولون جاهدين الظفر بالجمل بما حمل ، غير مبالين بإخوانهم إن كانوا قدامى أو جدد ، شعارهم المكر والخداع ، والمفاخرة والمباهاة ، والتذاكي والتحاذق ، وسلب حقوق الآخرين التي خولها لهم القانون ، وإنتهاك حرمة المهنة والإساءة إليها بأبشع الصور ، وتشويه سمعة ممارسيها كافة ، ومحاولة خلق الإنشقاقات والفتن بينا ، همهم الفتنة والإصطياد في المياه العكرة  " فرب مصائب قوم عند قوم فوائد " ، نفسهم مريضة تحمل بين جنباتها الغيرة والحقد والحسد ، إنها أعراض الإحساس بالنقص وبالدونية .

أمرهم مفضوح وسعيهم مكشوف لا يجهله أحد ، بل يعرفه الخاص والعام ، إحذروهم وإحذروا أفعالهم وتجنبوا مكرهم وخبثهم وجشعهم وطمعهم ، واضربوا على أيديهم ، فالإحتكام إلى القانون المنظم للمهنة لا محيد عنه ، والسير قدما نحو الآفاق المستقبلية شعارنا ، والتصدي للفوضى مبدأنا ، والسفينة مبحرة مبحرة أحب من أحب وشاء من شاء وكره من كره ، ولا يسعنا إلا أن نقول اللهم اكفيناهم بما شئت وكيفما شئت .

الناسخ رضوان الركراك

ليست هناك تعليقات: