هناك مثل فرنسي قديم يقول : ( Quand chacun appliqués ses régles le monde se dérègle ) بمعنى ( عندما يطبق كل شخص قواعده الخاصة ، تنهار كل القواعد ) لا
يمكننا إختراع قوانيننا الخاصة وفق أهوائنا الشخصية ، ولا يمكننا إجبار الآخرين
على إحترام تلك القوانين ، إحترام القوانين الموجودة سلفا والمعمول بها بإجماع
الجميع هي الحل وليس إبتداع قوانين شخصية جديدة ، والإلتزام بالقانون مسالة إحترام
ومسؤولية مقابل أنانية وتعنت البعض ، فعندما يذهب كل واحد منا لإختلاق نظامه الخاص
به تحقيقا لمصلحته ، فإنه يضرب مصلحة الآخرين وبالتالي يضرب مبدأ المصلحة العامة فوق
المصلحة الخاصة .
النظام الذي يحكم مهنتنا نظام واحد وقانون واحد ، يسري على جميع
الفئات العمرية ، النساء والرجال ، ويسري على جميع المستويات الدراسية ، إلا ان الملاحظ
أن بعض المصلحيين المتشبعين بالفكر الفردي ، والمنساقين وراء ثقافتهم الشعبوية
القائمة على مبدأ " نفسي نفسي ، ومن بعدي الطوفان " ، متحيزين دوما
للعشوائية ومكرسين للفوضى العارمة بكل صورها ووجوهها ، ضاربين بعرض الحائط كل القواعد والنظم ، بل
وحتى كل المبادئ والقيم ، في سبيل عرض الدنيا الفانية ، همهم الوحيد حفر الحفر لبني
جلدتهم والكيل بمكيالين ، وإغراق السفن عندما يرونها تمخر عباب البحر في تحدي
وصمود ، وخلق البلبلة عندما يرون تحقيق المطالب المشروعة باتت قاب قوسين أو أدنى .
هذه حال ثلة ممن يمتهنون مهنتنا ويحملون صفة مهنية مثل صفتنا
ويتشاركون قصعتنا ، ويمشون بيننا ويمثلون أمامنا ، ومع ذلك لم تكفهم حصة الأسد بل
يحاولون جاهدين الظفر بالجمل بما حمل ، غير مبالين بإخوانهم إن كانوا قدامى أو جدد
، شعارهم المكر والخداع ، والمفاخرة والمباهاة ، والتذاكي والتحاذق ، وسلب حقوق
الآخرين التي خولها لهم القانون ، وإنتهاك حرمة المهنة والإساءة إليها بأبشع الصور
، وتشويه سمعة ممارسيها كافة ، ومحاولة خلق الإنشقاقات والفتن بينا ، همهم الفتنة
والإصطياد في المياه العكرة " فرب
مصائب قوم عند قوم فوائد " ، نفسهم مريضة تحمل بين جنباتها الغيرة والحقد
والحسد ، إنها أعراض الإحساس بالنقص وبالدونية .
أمرهم مفضوح وسعيهم مكشوف لا يجهله أحد ، بل يعرفه الخاص
والعام ، إحذروهم وإحذروا أفعالهم وتجنبوا مكرهم وخبثهم وجشعهم وطمعهم ، واضربوا
على أيديهم ، فالإحتكام إلى القانون المنظم للمهنة لا محيد عنه ، والسير قدما نحو
الآفاق المستقبلية شعارنا ، والتصدي للفوضى مبدأنا ، والسفينة مبحرة مبحرة أحب من
أحب وشاء من شاء وكره من كره ، ولا يسعنا إلا أن نقول اللهم اكفيناهم بما شئت
وكيفما شئت .
الناسخ رضوان الركراك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق