السبت، 12 نوفمبر 2011

وجهة نظر في الحراك السياسي والاحتجاجي بالمغرب على ضوء الربيع العربي


 معطيات عن الملكية والحزبية لا ينبغي القفز عليها:
1 ) عن الملكية :
ـ المملكة المغربية أمة ذات تاريخ عريق ومجد تليد بقيادة ملوكها سواء على مستوى بناء الدولة المسلمة القوية ممتدة من الأندلس شمالا إلى نهر السنيغال جنوبا ومن المحيط غربا إلى ما بعد وهران وتلمسان شرقا. أو على مستوى التأثير في السياسات الدولية. ولولا دابة الأرض التي أكلت منساته في معركة ايسلي لما استعمر المغرب ولظلت معركة وادي المخازن مسيطرة على التفكير الباطني ولاشعور الغرب و الشرق. وتتحمل المنظومة التعليمية  اليوم وزر هذا التغييب المميت لحقائق التاريخ وللتربية على روح المواطنة.
ـ الملكية خيار شعبي قديم يتم
التعاقد فيه مع أسرة تدين لها سائر القبائل بالولاء مبايعة وتكون لها القوة والقدرة على توحيد البلاد وضمان قوتها وازدهارها وخلق التوازن الإثني والعشائري والقبلي وحماية الحدود.
ـ وحديثا و كما بالأمس هي خيار شعبي وفي مقدمته النخب السياسية، فقد كانت الملاذ الأضمن لمواجهة تيارات الإستئصال والحزب الوحيد وموجات التصفيات الدموية للمخالفين، واستغلال النفوذ الوزاري لزج المخالفين في أثون السجون والتصفيات الجسدية  والتوريط  وخاصة وزارة الداخلية (كانت بداية بيد الأحزاب)، والعمل لصالح أجندة خارجية. فعزز موقعها كحكم وأقرت التعددية الحزبية والسياسية، ونظام ملكي دستوري ديموقراطي، وأصبح خيار وزارات السيادة معمولا به (وهذا النموذج بدأ تسويقه مشرقيا مؤخرا في حواراتهم الإصلاحية ).
ـ ارتباط وتشبث المغاربة بالملكية لم يكن إذن حبا عذريا وعشقا هلاميا وإنما كان تمرة تفاعل وما حققت من توازن بين القوى الحزبية المتصارعة وضمان استقرار للبلاد.....
ـ دخلت نخب حزبية بعد الصراع على الصدارة السياسية والنهج الدموي مع جزء من رجال المقاومة وشق من جيش التحرير وأحزاب صغرى، في موضة مشرقية لإسقاط الملكيات وإحلال الجمهوريات ابتداء من كسب الرهان على الحزب الوحيد تبعا لأجندة  المعسكر الشرقي.
ـ ووجه خيار الإطاحة بالنظام بالخيار الأمني، وضاعت التنمية وإنشاء الدولة القوية المحررة لكامل ترابها المستقلة في سيادتها.
ـ اعترفت الملكية ب"أخطائها" في "زمن الرصاص" وعوضت الضحايا في ما اصطلح عليه "الإنصاف و المصالحة" ولم  تعترف خيارات حزبية كان لها الحظ الأوفر والامتياز الأكبر في المصالحة، برصاصها المصبوب على مخالفيهم السياسيين بعيد الإستقلال وبداية عهد الحسن الثاني رحمه الله. ولا اعتذروا ولا عوضوا أسرى أو أسر ضحايا الطغمة الإنفصالية التي زرعوها في خاصرة المغرب بسند خارجي.
ـ وكما أن للحروب تجارها فللصراع والتوثر تجاره. انتهازيون ونفعيون رقصوا على الحبلين، وحققوا مآربهم في مقارعة النظام ، ثم في العمل من داخل النظام.
2) في الحزبية:
ـ ولا زال متحزبونا (إلا من رحم ربك) يتقارعون ويتصارعون على المواقع والمنافع و تقريب ذوي القربى والزلفى، ولو رسمت منظومة العلاقات لوجدت الشجرة من جذورها إلى أعلى أغصانها من سلالة واحدة حتى أن لون الحزب في زمن الألوان صار لون الملفات الإدارية من أصغر وحدة في السلم الإداري لوزارة إلى أعلاها طول المغرب وعرضه. ولا يخجل أحدهم منهم أن يمتص دماء العاطلين والعاملين وأن يكون فيما بعد وزيرا ولو بدون حقيبة أو أكثر من ذلك. ولا يخجلون من أن يتفاوضوا في كل استحقاق ليخرجوا لنا حكومة من ثلاثين إلى أكثر من أربعين وزيرا تفوق حكومة الصين عددا، بلد المليار وأكثر من ثمان مائة مليون؟؟ ما تنازل منهم أحد عن امتيازاته لمصلحة الوطن، ولا استقال منهم أحد اعترافا بعجز أو وغز  من ضمير. ولا غرابة أن تجد تخصص قانون على رأس "وزارة الصحة" أو "الفلاحة والصيد البحري" و التاريخ على "الأوقاف والشؤون الإسلامية" أو "الطاقة والمعادن" ...؟؟؟
ـ تزداد الملكية قوة وتألقا وتكون القوة الإقتراحية الأولى وتقوم بالمبادرات فيقال البصري ويعفى عن معتقلين  سياسيين، وتتخلى عن وزارة السيادة ويكون لها السبق في إعلان المصالحات والإصلاحات...، نعم قد تكون تحت ضغط هنا أوهناك بل وخطوات استباقية لسد الطريق على المناوئين و المتربصين. لكن المؤسف أن يبقى حزبيونا يطرزون مبادراتها بالحواشي و الشروحات (تابع جرائدهم)، بل ويتخذون من تلك المبادرات يافطات لمزيد من اكتساب المواقع والمنافع، وتبقى أذرع أحزاب الضاربة في المجالس القروية والبلديات والمصالح الإدارية مثلا رموزا للفشل والجشع واتخاذ المبادرات مطية ل"لحس" الميزانيات (إلا من رحم ربك). فتتم مثلا التعبئة للتصويت بنعم على الدستور على ايقاعات الشيخات والتبوريدة  فرجة وتسلية ومطية للمال العام، مما يذكرنا بحقبة رصد اعتمادات للنعناع بآلاف الدراهم في مناسبة من المناسبات. ولم تقم لا ندوات ولا محاضرات ولا حوارات ولا تنوير. ولم يتخذوا قرارات لجعل الجماعة أو البلدية أو المصلحة الإدارية أكثر شفافية وحركية وايجابية في خدمة التنمية و تجسيدا وتنزيلا للمبادرة الملكية في الإصلاح والتغيير وإزاحة الغصة والحنق للمواطن يريد نسخة عقد ازدياد أو شهادة من الشهادات، وغير هذا كثير. ولم يقل أحد منهم: "من دائرة نفوذي وطائلة مسؤولياتي يبدأ الإصلاح؟؟ دون أن نبخس القلة الصادقة ذات النوايا الحسنة حقها.
ـ هؤلاء الحربائيون الذين يتقنون فن ركوب الأمواج حتى العاتية منها أخطر على استقرار البلاد وتقدمه ورخائه، وهم آليات انتاج الإحتقان وتسميم العلاقة بين المواطن ودولته لاحتكاكهم المباشر واليومي معه. إنهم الأخطر. في حين أن حركة 20 فبراير في براءتها ونسختها الأولى أعلنت حبها لجلالة الملك، إعلان وعي وإدراك لما أسلفنا عن حب المغاربة للملكية. وجريئة وصريحة حتى في "الشاذ" من مطالبها.
وجهة نظر في 20 فبراير:
ـ طالبت بصراحة وبقوة وجرأة محاربة الفساد والمفسدين .  
ـ أحرجت صرختها "المقاولات الحزبية" (وليست الأحزاب السياسية) وزعماءها التاريخيين والمحدثين ."وغدوا على حرد قادرين" فكانت المؤامرة عليها وتم تحريف مسارها فتغير أسلوب التعامل معها من أسلوب هادئ متفهم إلى حساسية أمنية متوجسة.
ـ حركت الماء الراكض والآسن ومدت المبحوحين بجرعة صوت، وفتحت شهية قناص الفرص والحربائيين والوصوليين، فركب موجتها أصحاب البؤس الإيديولوجي والإنحسار الجماهيري وتمنوا لو حققوا على ظهرها ما عجزوا عنه عشرات السنين. وألقت حبال شبيبتها أحزاب لعلهم يكونوا هم الغالبين، وزاد الأمر تعقيدا دخول الطوفانيين على الخط لعل فوهة بركانهم تنبعث بدخان، ولعل حلم 2006 الذي كان خيبة ساعتها يتحقق اليوم على جرأة 20 فبراير. وكم كان رائعا صراحة ذ/عبد الإله بنكيران في ترك مسافة بين حزبه و حركة 20 فبراير.
ـ وضاعت الحقيقة والوضوح والجرأة، وبدأ القوم يتصارعون عن بداية المسيرات ونهايتها، وأماكن إقامتها ونوع الشعارات عوضا عن السهر على بلورة مشروع وإيجاد أرضية مشتركة وخلق حد أدنى من التجانس في الرؤى والمواقف والخطاب وطرح المبادرات البناءة وتأطير الناس والبراعة في ذلك.
 ـ سيقت ثم انساقت إلى معركة مطلب عجز عن تحقيقه دعاته الأقدمون، نهايتها محسومة قبل بدايتها. وهاهم اللاعبون المحترفون من الحزبيين والسياسيين في حملاتهم الانتخابية يتسابقون على اقتسام الكعك الذي كان ل20 فبراير سرعة في إنضاجه في ما جاد به الدستور الجديد بنفس الشراهة ونفس العقلية وبنفس غالبية الوجوه ونفس الآليات. وبقي المحتجون في نفس مواقعهم وساحاتهم. وجموعهم تنقص من أطرافها.
ـ غريب أن تختزل أزمة أمة في مطلب تغيير الدستور رغم أهميته، والأغرب أن تتم شخصنة الأزمة رغم تشعبها وامتدادها الأفقي و العمودي وبنيويتها في شخص أو مجموعة أشخاص وفي البروتوكولات. قال لي أحد  الظرفاء البسطاء ممن خبروا الحياة: "لن يحدث إصلاح حقيقي في المغرب حتى تشتري صندوق البطاطس فتجد ظاهره كباطنه". أغرمت بالفكرة.
مجرد تساؤلات:
ـ نحن أمة التميز والتفرد ألا يمكن أن نبقى كذلك ؟؟ ألا يمكن أن نبدع في تطوير وتقدم الوطن بأسرع وقت وبأقل تكلفة؟؟؟ هل نريد الدفع بمشروع لتطوير وتحديث البلد أم نريد التنازع على المواقع والمنافع  والاختصاصات وكسب الرهانات؟؟
ـ هل النهوض والتقدم يكون باستعمال الأنسخ أو الاستنساخ أم يتم عبر استنباته من المعادلات الإجتماعية والمخزون القيمي والمعرفي والعقدي لأمة مع الانفتاح على السنن الإنسانية المشتركة؟؟؟ أليست مؤشرات التقدم واحدة مع اختلاف دوله قيميا ومعرفيا وعقديا؟؟؟ فإذا كان استيراد الأشياء دون مراعات المعادلات الإجتماعية يخلف السلبية، فطنجرة الطبخ السريع(كوكوت) مثلا تسمح بتوفير مساحة من الوقت في المجتمعات الديناميكية الحية، وتزيد من مساحة الفراغ في المجتمعات الخاملة الكسولة، فكيف باستيراد المنظومات المعرفية والقيمية والمنظومات التربوية والقانونية ومدونات السير وأخواتها....؟؟؟
هل انطلق في مطالبتي بالتغيير والإصلاح من المعاناة و الفشل الذي أعيشه والمطالب الذاتية أم من الواجب الذي ينبغي فعله ؟؟؟؟
منطلقات  لدعوات الإصلاح والتغيير:
1) المنطلق الصبياني (خاصية الصبا التعلق بالأشياء):
ـ البعض في مناشدته التغيير والاصلاح يكون منطلقه عالم الأشياء والمادة المحسوسة، فيطالب بتغيير الأثاث والديكورات وتلميع الواجهات. ألا ترى أن معالجة مشكل النظافة بإكثار صناديق القمامة والسلات المهملة كانت نتيجته أن تلك الصناديق والسلات تبقى مهملة (حسب تعبير المفكر مالك بن نبي) والأزبال في كل ركن وزاوية؟؟؟
ـ ألا ترى أن تغيير صالون الوزارات كالتربية و التعليم  مثلا بكل مواد ميثاقها والمخططات والبرامج العادية والاستعجالية وكل الوسائل البيداغوجية والديداكتيكية لم تفلح في الرفع من جودة تعليمنا؟؟؟
ـ وهل من بيده أدق وأثمن ساعة يستثمر الوقت على أحسن  وجه أم قد تجده أكثر عربدة وضياعا؟؟؟
ـ وهل الزيادة في أجرة مهما بلغت قيمتها لمرتش ستحجزه عن رشاويه؟؟ وهل زيادتها لكسول خامل ستنفث فيه الروح المهنية والشعور بالمسؤولية؟؟ وهل وصول متسول بدافع الحاجة  إلى الكفاف أو الغنى حجزه عن تسوله أم أن دخله اليومي دون تعب غير المسير أقنعه بمواصلة المسير؟؟؟  
 2) المنطلق الطفولي (خاصية الطفولة التشبث بالأشخاص):
ـ إن من آليات إخفاء آثار الجرائم ووسائل إثبات الإدانات والتستر على دواليب التحكم في مفاصيل القرارات الإستراتيجية لدولة ونهب خيراتها ومدى تورط دول أجنبية في كل ذلك وغيره ، التمكين لأسلوب شخصنة الأزمة .وعند اشتدادها توجه وتتوجه الجماهير ثائرة ضد شخص أو مجموعة أشخاص (عند انتهاء الصلاحية طبعا)،فتسقط عروش إلى منفى الموت السريري تحت مراقبة استخبارات حلفاء الأمس ،أو شنقا وقتلا لمن كان عصي الرأس عنيدا . وفي المقابل تأكل الثورة أبناءها ويكتشف المجتمع الثائر أن الوضع زاد سوءا .فهل عراق اليوم أحسن من عراق الأمس؟؟ ألم يخرج العراقيون في تظاهرات عاضين على أصابعهم من الندم؟؟ وهل ليبيا السنوسي أسوء من ليبيا القذافي؟؟ وهل جزائر الشاذلي أسوء من جزائر بوتفليقة ؟؟ فالمشهد كله رغم التضحيات الجسيمة لا يخرج عن إسقاط أشخاص وتنصيب آخرين، ليس لنا من الضمانات ما يجعلنا نجزم بأن لا يكونوا أسوأ من الآخرين .إنهم نتاج موجات إرتدادية للإحتقان و الشعور بالمظلومية واليأس والإحباط الفردي والجماعي دفعت بهم إلى الواجهة ولم يكونوا الولادة الطبيعية لمشروع مجتمعي متكامل جاءت بهم الكفاءة والمهنية ونظافة ذات اليد و المشروعية المجتمعية .
ـ وهاهي أحزاب لم تنتج مساطيرها الداخلية و تداولات منخرطيها على مر عقود إلا القائد الوحيد الأوحد.  ولا يخرج من الحزب إلا مرتين  لقضاء مآرب حال دونها الحزب نفسه أو نعشا إلى القبر.
ـ وهاهي ثنائية نمط الإقتراع بين الإسمي واللائحة يعكس الصراع بين الشخصنة ومركزيتها في توسيع النفوذ وسرعتها في تحقيق المطلوب و المؤسسة والبرنامج الذي ينبني على التزامات وواجبات .
3) منطلق المشروع وهو ما ربتنا عليه تعاليم الإسلام:
ـ فيه أذيبت الشخصانية :" وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم " الآية  ويخاطبه الوحي وهو الرسول إلى العالمين :" لست عليهم بمسيطر" "وما أنت عليهم بوكيل" الآيات
ـ فيه قدرت الأشياء والماديات بقدرها الطبيعي"وابتغ فيما أتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا و
أحسن كما أحسن الله إليك "الآية .
ـ التربية على التنازل على الحق جزءه أوكله من أجود وأحب ما لديك  مساهمة في سد ثغرات في النسيج الإجتماعي ضمانا لإستقراره  كواجب  شكرا على إحسان الخالق "ولا تيمموا الخبيث منه تنفقونه...."وليس كمنة . فلو طلب منك أداء فقط تكلفة شهرية عن مادة "الأنسولين" التي ينتجها عضو في جسمك ليحافظ على توازن السكر في دمك لكان مطلبك الممات لا الحياة ,هذا نزر من إحسان الله إليك فقابله بإحسان يليق.دون تفاصيل في باقي الأعضاء والخلايا...
ـ فيه حق الحياة للنفس البشرية "أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيى الناس جميعا " "ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاءه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما".الآية 93 من سورة النساء وهذه لمحترفي صناعة الموت
ـ فيه حق حماية المخالفين " وإن أحد من المشركين استجارك(طلب حماية) فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه " وأنت في حمايتك له لا بد أن تبلغه مراد الله منه (كلام الله)وهذا واجبه عليك لأنه عليه ينبني مصيره الأخروي إما نعيما أبدا وإما سعيرا أبدا .ثم تبلغه المكان الذي يشعر فيه بالأمن على نفسه وماله وعرضه ، وهذا في حق المشرك حيث التضاد العقدي الذي قال فيه تعالى :إن الله لا يغفر أن يشرك به".
ولا يطلب منك إلزامه بدين الله:"من شاء فليومن ومن شاء فليكفر" الآية
ـ فيه حق عدم الإعتداء على المخالفين عقديا أو فكريا أوسياسيا  باستعمال الوسائل الخسيسة والحربائية والغدر لامتصاص ممتلكاتهم والاعتداء على أعراضهم "الغاية لا تبرر الوسيلة" و"التحايل على الحرام حرام" وليس فيه :"لا يعذر أحد بجهله للقانون" بل فيه :" يعذر من يجهل حكم الله" قال شيخ الإسلام ابن تيمية "إنما تقوم الحجة على العباد بأمرين العلم والقدرة على العمل " ومن هنا يكون واجب الدولة شرعا رفع الجهل لا تكريسه.
ـ الحرية والاختيار حتى في الإنخراط والدعوة إلى المشروع نفسه ،وعدم الشطط في استعمال السلطة والإكراه البدني لذلك : "وما أنت عليهم بجبار، فذكر بالقرآن من يخاف وعيد" الآية
ـ هذه  بعض الأساسيات للمشروع. أما المشروع فإني أعجز من أن أطرح مشروعا مجتمعيا تطويرا وتأهيلا وتنمية ورقيا ،وإنما يمكن التداول فيه.
ـ ولما فهم المسلمون الأوائل أنهم دعاة مشروع فتحوا العالم في خمسين سنة، فقد استجاب الله دعاءهم :"اهدنا الصراط المستقيم " فأقصر مسافة للوصول إلى الهدف الخط أو الطريق المستقيم.
وقد لخص الجندي البسيط ربعي بن عامر أعرابي الصحراء المشروع الذي يحمله ودفعه إلى دخول بلاد الفرس مجيبا على سؤال القائد العام لجند الفرس "رستم" ما  الذي جاء بكم إلى بلادنا ؟
 قال: "جئنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عباد رب العباد"
وهاهي الجماهير العربية في الربيع العربي تصرح بأعلى صوت "...حرية وبس" لقد ملت الإنحناء وتقديم القرابين لعقود دون أن ترى خيرا ؟ ألم يدعي المنتظم الدولي في شخص النيتو أنه يريد تحرير شعوب من أنظمة مستبدة ؟؟ وشتان بين منطلق المبدأ ومنطلق المصلحة ؟؟؟
وتابع قائلا :" ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام"
وهاهي الشعوب في الربيع العربي وغيره تدعو إلى التخلص من دساتير وقوانين لا تحرس إلا امتيازات أقلية الأقلية ومن منظومات ايديولوجية وتربوية وفكرية أصابها الصدأ ولا تنتج إلا العفن؟؟ وما أجمل وأكمل أن يكون المشرع غير إنسي (متخلصا من حاجات البشر التي تتضخم فتخلف الكوارث) ,وقديما قيل :"العدل أساس الملك" بل إنه أساس الملك والرقي والرخاء و الإزدهار والتطور.
 لذلك تابع ذلك الجندي البسيط الدبلوماسي المحنك: ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة "بلدة طيبة ورب غفور" الآية و من هذه الزاوية أجاب أردوغان تركيا عن أصعب سؤال بأبسط جواب. كيف حققتم هذا النهوض الإقتصادي أو كما قيل فأجاب: لم أسرق أحدا؟
ولما كان المسلمون يدعون إلى المشروع وليس إلى الإحاطة بالرؤوس ويتقنون فن تسويقه انتشر الإسلام كالبرق وأسلم الملوك وشعوبهم بماليزيا و أندونسيا وغيرها و أصبح التعاقد السياسي والإجتماعي وفق الأصول والتعاليم الإسلامية ولم يقفز على كرسيهم أحد لا من  عبس و لا من ذبيان. (قبيلتان عربيتان)
حرر ببني ملال في 28/10/2011
عزيز المردي