السبت، 6 أغسطس 2011

جشع العدول مابعده جشع

خطة العدالة مهنة نبيلة بالمغرب منذ ظهورها، ما فتأت تتراجع بسبب جشع كثير من يتحدثون باسمها، ومازال هذا الجشع يتبلور في أبعاد جديدة وأساليب حديثة لكن الهدف هو نفسه، وبالتالي لن تكون النتيجة إلا استمرار تقهقر أكثر لمؤسسة التوثيق العدلي وشنق آخر أنفاسها.

جشع اتسع كثيرا حتى غمر كل الجوانب المرتبطة بخطة العدالة، وطفا على السطح حتى أصبح هو لغة ممثلي هيئة العدول وهدفهم ووسيلة لكسب ود وصوت بعضهم، مع احترامي وتقديري لكثير من السادة العدول المتنورين، وهكذا فإن جل المقالات التي يكتبها العدول محورها الأساس هو كيفية ملأ جيب العدل فحسب، فأصبحت المقالات المكتوبة من طرفهم على الرغم من كونهم يجيدون اللغة العربية معاقة ومفككة تظهر عدم انسجامهم مع دواتهم، وتظهر جليا أنهم يبحثون عن تعليلات واهية من أجل نتيجة محددة مسبقا، ومن بين تلك الأفكار:

في الوقت الذي تعالت فيه الصيحات لرفع الحصانة عن أعلى سلطة تشريعية في البلاد، وتم تضمين ذلك في  أعلى قانونها. يتحدث العدول عن "حصانة العدل"، إنه مطلب يراد به أن يكون العدل فوق القانون مع العلم أنه مفترض فيه رجل قانون يحترمه ويحث المتعاقدين على احترامه. مفارقة غريبة تظهر أنانية من يتحدثون باسم خطة العدالة وعجرفتهم وندالتهم، ويتجلى ذلك أكثر في موقفهم من القوي في مقابل موقفهم من الضعيف، حيث تجدهم يتوسلون أن توحد مهنة التوثيق العصري مع خطة العدالة في حين يصيحون بقوة من أجل دوس مهنة النساخة رغم أهميتها. والغريب أن العدول أنفسهم كانوا ينادون بتنظيم مهنة النساخة، وهذا دليل قاطع على أنهم ضد حرية التعاقد التي تحدث عنها بعض الكتاب، وأن هدفهم الأساس هو احتكار كل شيء، بمعنى آخر أنهم حتى إذا تحقق مطلبهم هذا الذي قد يبدوا منطقيا فلن ترى منهم إلا العجاب غدا، من قبيل أنه يجب حذف العدول الذين جاؤوا من التوثيق العصري، أو طردهم أو إقالتهم، وماذلك عليهم بعزيز.

لقد وجد السادة العدول عبارة "مصلحة المواطن" المطية السهلة للوصول إلى مآربهم، كما يرون مهنة النساخة الظهر الأقصر للوصول إلى رآسة هيئتهم وضمان دخل شهري إضافي يفوق مرتب قاض، فتحدثوا عن مصلحة المواطن وكاهله حين طالب الناسخ بزيادة تعريفة التضمين الهزيلة أصلا بنسبة 200٪ ونسوا أن تعريفتهم المحترمة أصلا زادة بأكثر من 500٪ علما أن كثيرا منهم لم يحترم التعريفة القديمة ولايحترم التعريفة الحديثة.

تحدثوا أيضا عن مصلحة المواطن من اجل خرق القانون والدخول في حالة التنافي كي يمارسوا اختصاصات الناسخ ونسوا أن الناسخ هو أيضا مواطن له حقوق كما عليه واجبات، كما تناسوا ان يدافعوا عن مصلحة المواطن الحقيقية وفي جوانب عديدة وأذكر منها المسافة الطويلة والمتعبة التي يقطعها من أجل الوصول إلى قسم قضاء الأسرة حتى في الدار البيضاء التي تغنى فيها المسؤولون بالإصلاحات النموذجية.

ثم تبنى آخرون مطلب الرابطة الوطنية  للنساخ القضائيين بخصوص "فصل مهنة النساخة عن مهنة العدالة" لكن بطريقة تثير السخرية وتؤكد جليا أنهم لاينشدون إصلاحا أبدا وإنما ينشدون فوضى واحتكار ورغبة جامحة من أجل تكديس أكبر قدر من المال، فشدهم الحنين إلى زمن اللامسؤولية وذلك عن طريق طرح فكرة الرجوع إلى النظائر، وتكليف العدل بالنسخة.

وخلاصة القول رأيت أن الساعين إلى قيادة هيئة العدول يسيرون به نحو هاوية لاتحمد عقباها، ومايثير الاستغراب هو مؤازرة وزارة العدل لكل طرحاتهم مهما كانت درجة تفاهتها، وتجاهل كل الطرحات الأخرى مهما كانت وجاهتها.
لمشاهدة آخر مقال منشور للعدول اضغط هــنـــا
العربي أبوأيوب
GSM: 0671.794.658
elarbis4@hotmail.com